التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٨ - الصفحة ١٨٤
قوله * (وما كنت بجانب الغربي) * (1) فها أنت تتلو قصصهم وأمرهم، فهذه رحمة من ربك. ومعنى * (فلا تكونن ظهيرا) * اي لا تكونن معينا لهم * (ولا يصدنك) * يعني هؤلاء الكفار أي لا يمنعك " عن " اتباع * (آيات الله) * وحججه * (بعد إذا أنزلت إليك) * على ما بينها في القرآن * (وادع إلى ربك) * الذي خلقك وأنعم عليك * (ولا تكونن من المشركين) * الذين يتخذون مع الله معبودا سواه * (ولا تدع مع الله إلها آخر) * فتستدعي حوائجك من جهته * (لا إله إلا هو) * اخبار منه تعالى أنه لا معبود إلا الله وحده لا شريك له.
ثم اخبر أن كل من سوى الله هالك، فان * (كل شئ هالك إلا وجهه) * ومعناه إلا ذاته. وقيل: معناه كل شئ هالك إلا ما أريد به وجهه.
قال الشاعر:
استغفر الله ذنبا لست محصيه * رب العباد إليه الوجه والعمل (2) ثم قال * (له الحكم) * لأنه ليس لأحد أن يحكم بشئ إلا بأمره الله تعالى.
ويجعل الحكم له عقليا كان أو شرعيا و " إليه " إلى الله * (ترجعون) * يوم القيامة أي إلى الموضع الذي لا يملك أحد التصرف فيه سواه، لان الله تعالى قد ملك في الدنيا لكثير من البشر التصرف فيها.

(١) سورة ٦ القصص آية ٤٤ (٢) تفسير القرطبي ١٣ / 328
(١٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 ... » »»
الفهرست