التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٨ - الصفحة ١٨٣
* (فله خير منها) * ثوابا عليها وجزاء عليها، لان له بالواحدة عشرا * (ومن جاء بالسيئة) * يعني بالمعصية * (فلا يجزى الذين عملوا السيئات) * يعني الذين عملوا المعاصي إلا على قدر استحقاقهم على ما فعلوه من غير زيادة. كما قال * (ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها) * (1).
وقوله * (إن الذي فرض عليك القرآن) * خطاب للنبي صلى الله عليه وآله يقول الله له إن الذي أوجب عليك الامتثال بما يضمنه القرآن وأنزله عليك * (لرادك إلى معاد) * قال الحسن: معناه إلى المرجع يوم القيامة. وقال مجاهد: إلى الجنة.
وقال ابن عباس: إلى الموت. وفي رواية أخرى عن ابن عباس: إلى مكة.
والأظهر من الأقوال: لرادك إلى معاد في النشأة الثانية إلى الجنة. وأكثر أقوال المفسرين انه أراد إلى مكة قاهرا لأهلها.
ثم قال له * (قل) * يا محمد * (ربي أعلم من جاء بالهدى) * الذي يستحق به الثواب ممن لم يجئ به، وضل عنه، لا يخفى عليه المؤمن من الكافر، ولا من هو على الهدى، ولا من هو ضال عنه.
ثم قال لنبيه صلى الله عليه وآله * (وما كنت) * يا محمد * (ترجو أن يلقى إليك الكتاب إلا رحمة من ربك. فلا تكونن ظهيرا للكافرين) * قال الفراء: تقديره إلا أن ربك رحمك. فانزله عليك، فهو استثناء منقطع. ومعناه وما كنت ترجو أن تعلم كتب الأولين وقصصهم تتلوها على أهل مكة، ولم تشهدها ولم تحضرها بدلالة قوله * (وما كنت ثاويا في أهل مدين تتلو) * (2) أي انك تتلو على أهل مكة قصص مدين وموسى ولم تكن هناك ثاويا مقيما فتراه فتسمعه وكذلك

(1) سورة 6 الانعام آية 160 (2) سورة 28 القصص آية 45
(١٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 ... » »»
الفهرست