التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٨ - الصفحة ١٠٣
يقال لكل عمل بالليل تبييت، ومنه قوله * (إذ يبيتون مالا يرضى من القول) * (1) وانشد أبو عبيدة:
اتوني فلم ارض ما بيتوا * وكانوا اتوني بأمر نكر لانكح أمهم منذرا * وهل ينكح العبد حر لحر (2) وقال ابن إسحاق انهم لما اتوا صالحا لتبييته، دفعتهم الملائكة بالحجارة، * (ثم لنقولون لوليه) * معناه إنهم قالوا إذا قال لنا وليه وناصره: من فعل هذا قلنا له * (ما شهدنا مهلك أهله) * فمن ضم الميم أراد ما رأينا إهلاكه. ومن فتح الميم أراد مكان هلاكهم أو اهلاكهم يريد المصدر * (وانا لصادقون) * في هذا القول.
ثم اخبر تعالى انهم " مكروا " بهذا القول " ومكرنا " نحن أيضا مكرا بأن جازيناهم على مكرهم وجعلنا وباله عليهم فانا أهلكناهم عن آخرهم. وقيل:
ان الله أرسل عليهم صخرة أهلكتهم. ويحتمل أن يكون المعنى في " مكرنا " انا أنجينا المؤمنين بالمكر بالكفار بكل ما يقدرون عليه من الاضرار بهم، وإلجائهم إلى الايمان. وإنما نسبه إلى نفسه لما كان بأمره.
قوله تعالى:
* (فانظر كيف كان عاقبة مكرهم أن دمرناهم وقومهم أجمعين (51) فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا إن في ذلك لآية لقوم يعلمون (52) وأنجينا الذين آمنوا وكانوا يتقون (53)

(1) سورة 4 النساء آية 107 (2) مر تخريجه في 3 / 269، 319
(١٠٣)
مفاتيح البحث: الهلاك (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 ... » »»
الفهرست