التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٨ - الصفحة ١٠٢
يجدها. والسيئة أيضا هي الفعل القبيح الذي، لا يجوز لفاعلها فعلها، ونقيضها الحسنة. فقال لهم * (لولا تستغفرون الله) * ومعناه هلا تسألون الله الغفران به بدلا من استعجال العقاب * (لعلكم ترحمون) * وإنما خرجت (لولا) إلى معنى (هلا) لأنها كانت لامتناع الشئ لكون غيره، كقولك: لولا زيد لاتيتك، فخرجت إلى الانكار، لامتناع الشئ لفساد سببه فقال * (لولا تستغفرون الله) * منه. ثم اخبر بما أجابوه، لأنهم قالوا * (اطيرنا بك وبمعنى معك) * أي وبمن هو على دينك، فالتطير التشاؤم، وهو نسبة الشؤم إلى الشئ على ما يأتي به الطير من ناحية اليد اليسرى وهو البارح، والسانح هو اتيانها من جهة اليد اليمنى. واصل، (اطيرنا) تطيرنا، دخلت فيه ألف الوصل، لما سكنت الطاء للادغام، فقال لهم صالح * (طائركم عند الله) * أي الشئ الذي تحذرونه بالتطير * (عند الله) * لأنه القادر على عقابكم بما أنتم عليه من الكفر. والمعنى - في قول ابن عباس - معاقبتكم عند الله. ثم قال لهم: ليس ذلك للتشاؤم والتطير * (بل أنتم قوم تفتنون) * فالفتنة - ههنا - قولهم ما زين لهم من الباطل.
ثم اخبر تعالى أنه " كان في المدينة " التي بعث الله منها صالحا " تسعة رهط يفسدون في الأرض " أي يفعلون فيها المعاصي " ولا يصلحون " أي لا يفعلون الطاعات.
وقوله " قالوا تقاسموا بالله " قيل في معناه قولان:
أحدهما - قالوا متقاسمين إلا أنه يحذف منه قد.
والآخر - انه أمر، وليس بفعل ماض. " لنبيتنه وأهله " حكاية أنهم قالوا: * (لنبيتنه) * فمن قرأ بالنون أراد إنا نفعل بهم ذلك ليلا. ومن قرأ بالتاء، فعلى انه خاطب بعضهم بعضا بذلك. ولمعنى انهم تحالفوا: لنطرقنهم ليلا،
(١٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 ... » »»
الفهرست