التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٥ - الصفحة ٣٠٧
والتقدير هم التائبون. الثاني - بالابتداء وخبره محذوف بعد قوله: " والحافظون لحدود الله " لهم الجنة. الثالث - على أن يكون بدلا من الضمير في " يقاتلون " أي إنما يقاتل في سبيل الله من هذه صفته. وقيل هو كقوله " لكن الرسول والذين آمنوا معه (1).. التائبون " وقرأ أبي كل ذلك بالنصب على أنه صفة للمؤمنين.
وصف الله تعالى المؤمنين الذين اشترى منهم أنفسهم وأموالهم بأنهم التائبون ومعناه الراجعون إلى طاعة الله المنقطعون إليه والنادمون على ما فعلوه من قبيح " العابدون " اي يعبدون الله وحده لا شريك له " الحامدون " يعني الشاكرون لنعم الله عليهم على وجه الاخلاص له. وقال الحسن: هم الذين يحمدون الله على كل حال في سراء كانوا أو ضراء، وبه قال قتادة: " السائحون " قيل معناه الصائمون.
وقال المؤرج: السائحون الصائمون بلغة هذيل. وروي عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال (سياحة أمتي الصوم) وهو قول ابن مسعود وابن عباس وسعيد بن جبير والحسن ومجاهد. وقال الحسن: هم الذين يصومون ما افترض الله عليهم. وقال غيره: هم الذين يصومون دائما وكذلك قال في قوله " الراكعون الساجدون " انهم الذين يؤدون ما افترض الله عليهم من الصلاة والركوع والسجود. وأصل السيح الاستمرار بالذهاب في الأرض كما يسيح الماء فالصائم مستمر على الطاعة في ترك المشتهى من المآكل والمشارب والمنكح.
وقوله " الراكعون الساجدون " معناه الذين يقيمون التي فيها الركوع والسجود " الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر " معناه الذين يأمرون بما امر الله به من الواجبات والمندوبات وينهون عما نهى الله عنه وزهد فيه من القبائح.
وإنما عطف الناهون بالواو دون غيره من الصفات لأنه لا يكاد يذكر على الافراد بل يقال: الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، فجاءت الصفة مصاحبة للأولى، فأما

(1) سورة 9 التوبة آية 89
(٣٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 302 303 304 305 306 307 308 309 310 311 312 ... » »»
الفهرست