التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٥ - الصفحة ٣١٢
قوله تعالى:
إن الله له ملك السماوات والأرض يحيي ويميت وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير (117) آية.
وجه اتصال هذه الآية بما قبلها الحض على ما تقدم ذكره من جهاد المشركين ملوكهم وغير ملوكهم، لأنهم عبيد من له ملك السماوات والأرض يأمر فيهم ما يشاء ويدبرهم على ما يشاء. فأخبر الله ان " له ملك السماوات والأرض " ومعناه انه قادر على التصرف فيهما وليس لاحد منعه منهما. والملك اتساع المقدور لمن له السياسة والتدبير. وخزائن الله لا تفنى وملكه لا يبيد ولا يبلى، وكل ذلك يرجع إلى مقدوراته في جميع أجناس المعاني. وقوله " يحيي ويميت " معناه انه يحيي الجماد ويميت الحيوان. والحياة معنى يوجب كون الحيوان حيا. والحي المختص بصفة لا يستحيل معها كونه عالما قادرا. والموت عند من أثبته معنى هو ما يضاد الحياة.
ومن لا يثبته معنى، يقول: هو عبارة عن فساد بنية الحياة. وقوله " ومالكم من دون الله من ولي ولا نصير " فالولي هو المقرب بالنصرة من غير فاصلة. والانسان ولي الله، لأنه يقربه بالنصرة من غير فاصلة. والله وليه بهذا المعنى، والنصير والاستنصار طلب النصرة والانتصار والانتصاف بالنصرة.
قوله تعالى:
لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم ثم تاب عليهم إنه بهم رؤوف رحيم (118) آية.
(٣١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 307 308 309 310 311 312 313 314 315 316 317 ... » »»
الفهرست