التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٥ - الصفحة ٣١١
كان وعد باظهاره في وقت بعينه.
قوله تعالى:
وما كان الله ليضل قوما بعد إذ هديهم حتى يبين لهم ما يتقون إن الله بكل شئ عليم (116) آية.
قال مجاهد: وجه اتصال هذه الآية بما قبلها هو أنه لما حرم الله تعالى على المؤمنين الاستغفار للمشركين بين أنه لم يكن الله ليآخذكم به إلا بعد ان يدلكم على تحريمه وأنه يجب عليكم أن تتقوه.
وقوله " ليضل قوما " معناه - هاهنا - لم يكن الله ليحكم بضلال من عدل عن طريق الحق على وجه الذم له إلا بعد أن ينصب له على ذلك الدليل، والهدى هو الحكم بالاهتداء إلى الحق على وجه الحمد له. والبيان والبرهان والحجة والدلالة بمعنى واحد، وفرق الرماني بين البيان والبرهان، فقال: البيان إظهار المعنى في نفسه بمثل اظهار نقيضه. والبرهان اظهار صحته بما يستحيل في نقيضه كالبيان عن معنى قدم الأجسام ومعنى حدوثها، فالبرهان يشهد بصحة حدوثها وفساد قدمها. وقال مجاهد: معناه حتى يبين لهم ما يتقون من ترك الاستغفار للمشركين لأنهم كانوا يستغفرون لهم، فلما نهوا عنه انتهوا. وقوله " ان الله بكل شئ عليم " معناه انه يعلم جميع المعلومات حتى لا يشذ شئ منها عنه لكونه عالما لنفسه. وقال الحسن: مات قوم من المسلمين على الاسلام قبل فرض الصلاة والزكاة وغيرهما من فرائض الدين. فقال المسلمون: يا رسول الله اخواننا الذين ماتوا قبل الفرائض ما منزلتهم؟ فقال الله تعالى " وما كان الله ليضل قوما " وهم مؤمنون ولم يبين لهم الفرائض.
(٣١١)
مفاتيح البحث: الموت (1)، الشهادة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 306 307 308 309 310 311 312 313 314 315 316 ... » »»
الفهرست