ووري في قراءة أهل البيت عليهم السلام " جاهد الكفار بالمنافقين ".
وقوله " واغلظ عليهم " امر منه تعالى لنبيه ان يقوي قلبه على احلال الألم بهم واسماعهم الكلام الغليظ الشديد ولا يرق عليهم. ثم قال " ومأواهم جهنم " اي منزلهم جهنم ومقامهم. والمأوى منزل مقام، لا منزل ارتحال. ومثله المثوى والمسكن وقوله " وبئس المصير " اخبار منه تعالى ان مرجع هؤلاء ومآلهم بئس المرجع والمال.
قوله تعالى:
يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم وهموا بما لم ينالوا وما نقموا إلا أن أغنيهم الله ورسوله من فضله فإن يتوبوا يك خيرا لهم وإن يتولوا يعذبهم الله عذبا أليما في الدنيا والآخرة وما لهم في الأرض من ولي ولا نصير (75) آية.
اختلفوا فيمن نزلت فيه هذه الآية، فقال عروة وابن إسحاق ومجاهد:
إنها نزلت في الخلاس بن سويد بن الصامت بأنه قال: فإن كان ما جاء به محمد حقا لنحن شر من الحمير، ثم حلف بالله أنه ما قال. وقال قتادة: نزلت في عبد الله بن أبي بن سلول حين قال " لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل " (1) وقال الحسن: كان ذلك في جماعة من المنافقين. وقال الواقدي والزجاج: نزلت في أهل العقبة فإنهم ائتمروا أن يغتالوا رسول الله في عقبة في الطريق عند مرجعهم من تبوك. وأرادوا ان يقطعوا اتساع راحلته، واطلعه الله على ذلك. وكان ذلك