التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٥ - الصفحة ٢٥٧
وقيل إن الله تعالى أهلك قوم نوح بالغرق. وأهلك عادا بالريح الصرصر العاتية. وأهلك ثمود بالرجفة والصاعقة. وأهلك قوم إبراهيم بالتشتيت وسلب الملك والنعمة. وأهلك أصحاب مدين بعذاب يوم الظلة. وأهلك قوم لوط بانقلاب الأرض، كل ذلك عدل منه على من ظلم نفسه وعصى الله واستحق عقابه.
قوله تعالى:
والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم (72) آية.
لما ذكر الله تعالى المنافقين ووصفهم بأن بعضهم من بعض بالاتفاق والتعاضد اقتضى ان يذكر المؤمنين. ويصفهم بضد أوصافهم، فقال تعالى " والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض " أي يلزم كل واحد منهم نصرة صاحبه وان يواليه وقال الرماني: العقل يدل على وجوب موالاة المؤمنين بعضهم بعضا، لأنها تجري مجرى استحقاق الحمد على طاعة الله والذم على معصيته. ولا يجوز ان يرد الشرع بخلاف ذلك. وإذا قلنا: المؤمن ولي الله معناه أنه ينصر أولياء الله وينصر دينه، والله وليه بمعنى أولى بتدبيره وتصريفه وفرض طاعته عليه. ثم قال " يأمرون بالمعروف " يعني المؤمنين يأمرون بما أوجب الله فعله أو رغب فيه عقلا أو شرعا وهو المعروف " وينهون عن المنكر " وهو ما نهى الله تعالى عنه وزهد فيه إما عقلا أو شرعا.
ويضيفون إلى ذلك إقامة الصلاة اي إتيانها بكمالها والمداومة عليها ويخرجون زكاة أموالهم حسب ما أوجبها الله عليهم، ويضعونها حيث امر الله بوضعها فيه ويطيعون
(٢٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 252 253 254 255 256 257 258 259 260 261 262 ... » »»
الفهرست