والأول أظهر. وقوله " فاستأذنوك للخروج " اي طلبوا منك الاذن في الخروج في غزوة أخرى، والاذن رفع التبعة في الفعل وأصله أن يكون بقول يسمع بالاذن.
والخروج الانتقال عن محيط، فقال الله لنبيه صلى الله عليه وآله قل لهم حينئذ " لن تخرجوا معي أبدا " اي لا يقع منكم الخروج أبدا، فالأبد الزمان المستقبل من غير انتهاء إلى حد، ونظير للماضي (قط) إلا أنه مبني كما بني أمس لتضمنه حروف التعريف وأعرب (الأبد) كما أعرب (غد) لان المستقبل أحق بالتنكير.
وقوله " ولن تقاتلوا معي عدوا " اخبار بأنهم لا يفعلون ذلك ابدا ولا يختارونه. وقوله " إنكم رضيتم بالقعود " أول مرة فاقعدوا مع الخالفين " معناه اخبار منه تعالى انهم رضوا بالقعود أول مرة فينبغي ان يقعدوا مع الخالفين. وقيل في معناه ثلاثة أقوال: أحدها - قال الحسن وقتادة: هم النساء والصبيان. وقال ابن عباس: هم من تأخر من المنافقين. وقال الجبائي: هم كل من تأخر لمرض أو نقص وقيل: معناه مع أهل الفساد مشتقا من قولهم: خلف خلوفا اي تغير إلى الفساد.
وقيل: الخالف كل من تأخر عن الشاخص.
قوله تعالى:
ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره إنهم كفروا بالله ورسوله وماتوا وهم فاسقون (85) آية.
هذا نهي من الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وآله عن أن يصلي على أحد من المنافقين أو يقوم على قبره ومعناه أن يتولى دفنه أو ينزل في قبر كما يقال: قام فلان بأمر فلان.
وقال ابن عباس وابن عمر وقتادة وجابر: صلى رسول الله صلى الله عليه وآله على عبد الله ابن أبي بن أبي سلول وألبسه قميصه قبل أن ينهي عن الصلاة على المنافقين. وقال أنس: أراد أن يصلي عليه فأخذ جبرائيل بثوبه. وقال له " لا تصل على أحد