الله تعالى المؤمنين بأن يقاتلوهم كما أن المشركين يقاتلونهم كذلك، والضمير في قوله " فيهن " يحتمل أن يكون عائدا على الشهور كلها على ما قال ابن عباس، ويحتمل أن يعود على الأربعة الحرم على ما قال قتادة لعظم أمرها. واختار الفراء رجوعه إلى الأشهر الحرم. قال لأنه لو رجع إلى الاثني عشر لقال فيها. والصحيح ان الجميع جائز وإنما خص الأربعة اشهر بذلك في قول قتادة لتعاظم الظلم لان أن الظلم يجوز فعله على حال من الأحوال.
وقوله " ذلك الدين القيم " معناه ذلك الحساب الصحيح هو الدين القيم لا ما كانت عليه العرب من النسئ. وقيل: معناه ذلك التدين هو الدين القيم. وقوله " كافة " نصب على المصدر، ولا يدخل عليها الألف واللام، لأنه من المصادر التي لا تنصرف لوقوعه موقع معا وجمعا بمعنى المصدر الذي هو في موضع الحال المذكورة، فهو في لزوم النكرة نظير أجمعين في لزوم المعرفة.
وقوله " واعلموا ان الله مع المتقين " لمعاصيهم وما يؤدي إلى عقابه ويكون معهم بالنصرة والولاية دون الاجتماع في مكان أو محل، لان الله لا يجوز عليه ذلك لأنه من امارات الحدث.
قوله تعالى:
إنما النسئ زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا يحلونه عاما ويحرمونه عاما ليواطؤا عدة ما حرم الله فيحلوا ما حرم الله زين لهم سوء أعمالهم والله لا يهدي القوم الكافرين (38) آية قرأ أبو جعفر وابن فرج عن البزي " إنما النسي " من غير همز قلب الهمزة ياء وادغم الياء الأولى فيها فلذلك شدد.. الباقون " النسئ " ممدود مهموز على وزن فعيل. وروي عن ابن مجاهد وابن مسعود عن عبيد بن عقيل عن شبل عن ابن كثير