التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٥ - الصفحة ٢٢٠
قوله تعالى:
إلا تنفروا يعذبكم عذابا أليما ويستبدل قوما غيركم ولا تضروه شيئا والله على كل شئ قدير (40) آية.
هذا تحذير من الله تعالى لهؤلاء الذين استبطأهم ووصفهم بالتثاقل عن سبيل الله بقوله " إلا تنفروا " أي إن لم تخرجوا إلى سبيل الله التي دعيتم إليها من الجهاد " يعذبكم عذابا أليما ويستبدل قوما غيركم " يقومون بنصرة نبيه ولا يتثاقلون فيه.
والاستبدال جعل أحد الشيئين بدل الاخر مع الطلب له والتعذيب بطول وقت العذاب، لأنه من الاستمرار وقد يكون عقابا وغير عقاب.
وقوله " ولا تضروه شيئا " قيل فيمن يرجع إليه قولان: أحدهما - انه يعود على اسم الله في قول الحسن. قال: لأنه غني بنفسه عن جميع الأشياء والاخر - قال الزجاج: إنها تعود إلى النبي صلى الله عليه وآله لان الله عصمه من جميع الناس وقوله " والله على كل شئ قدير " معناه قادر على الاستبدال بكم وعلى غيره من الأشياء. وفيه مبالغة.
قوله تعالى:
إلا تنصروه فقد نصره الله إذا أخرجه الذين كفروا تاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا والله عزيز حكيم (41) آية.
(٢٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 ... » »»
الفهرست