التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٥ - الصفحة ١٤٦
والآيتان معا نزلتا في بني قريظة، قال الواقدي: نزلت هذه الآية في بني قينقاع، وبهذه الآية سار النبي صلى الله عليه وآله إليهم.
قوله تعالى:
ولا يحسبن الذين كفروا سبقوا إنهم لا يعجزون (60) آية.
قرأ ابن عامر وحمزة وحفص وأبو جعفر " ولا يحسبن " بالياء. الباقون بالتاء.
وقرأ ابن عامر " انهم " بفتح الهمزة. الباقون بكسرها.
قال أبو علي الفارسي: من قرأ بالتاء جعل " الذين كفروا " المفعول الأول و " سبقوا " المفعول الثاني، وموضعه النصب، وهو واضح. ومن قرأ بالياء احتمل ثلاثة أشياء:
أحدها - (لا يحسبن الذين كفروا) وهو قول أبي الحسن.
الثاني - أن يكون أضمر المفعول الأول وتقديره: ولا يحسبن الذين كفروا أنفسهم سبقونا وإياهم سبقوا الثالث - ان يقدر على حذف (أن) كأنه قال: ولا يحسبن الذين كفروا ان سبقوا. قال الزجاج يقوي ذلك، ان في قراءة ابن مسعود " إنهم لا يعجزون " فعلى هذا يكون ان سبقوا سد مسد المفعولين، كما أن قوله " أحسب الناس أن يتركوا ان يقولوا " (1) كذلك. ومن فتح الهمزة جعل الجملة متعلقة بالجملة الأولى والتقدير ولا تحسبنهم سبقوا، لأنهم لا يفوتون فهم يجازون على كفرهم. ومن كسر استأنف الكلام، قال أبو عبيدة: سبقوا معناه فاتوا، فإنهم لا يعجزون اي لا يفوتون، ومثله " أم حسب الذين يعملون السيئات أن يسبقونا " ثم استأنف، فقال: " ساء ما يحكمون (2)

(1) سورة 29 العنكبوت آية 2.
(2) سورة 29 العنكبوت آية 4.
(١٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 ... » »»
الفهرست