فكذلك ها هنا استأنف الكلام. وإنما امتنع الاقتصار على أحد المفعولين في (حسب) لان المفعول الثاني خبر عن الأول، والفعل متعلق بما دلت عليه الجملة فهو بخلاف (أعطيت) في هذا.
والحسبان هو الظن. وقال الرماني: هو شك يقوى فيه احدى النقيضين لقوة المعنى في حيز القولين. وأصله الحساب، لان المعنى فيه داخل فيما يحسب به ويعمل عليه. والاحتساب قبول الحساب والاعتداد به وفي المضارع لغتان، فتميم تفتح السين وأهل الحجاز يكسرونها. والسبق تقدم الشئ على طالب اللحوق به: سبق يسبق سبقا وتسابقا تسابقا، وسابقة مسابقة واستبقوا استباقا وسبقه تسبيقا إذا أعطاه السبق.
والسابق والمصلي في صفة الفرس. والاعجاز ايجاد ما يعجز عنه: أعجزه إعجازا وعجزه تعجيزا وعاجزه معاجزة واستعجز استعجازا. وقال أبو عبيدة: معنى " لا يعجزون " لا يفوتون. وقال الحسن: معنى لا يعجزون الله لا يفوتونه حتى لا يثقفنهم يوم القيامة. وقال الجبائي: معناه لا يعجزونك حتى يظفرك الله بهم. وقال الزجاج:
المعنى لا يحسبن من أفلت من هذه الحرب قد سبق إلى الحياة. وقال الزجاج:
يجوز أن تكون (لا) صلة على ضعف فيه. والمعنى لا يحسبن الذين كفروا انهم يعجزون. اي يفوتون.
قوله تعالى:
وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم وما تنفقوا من شئ في سبيل الله يوف إليكم وأنتم لا تظلمون (61) آية.
امر الله تعالى المؤمنين ان يعدوا ما قدروا عليه من السلاح وآلة الحرب والخيل وغير ذلك. والاعداد اتخاذ الشئ لغيره مما يحتاج إليه في امره ولو اتخذه له في