والحجارة واحد الأحجار، وهو ما صلب من الأجسام، يقال استحجر الطين إذا صلب، فصار كالحجر. وأكثر ما يقال حجر للمدر، مع ذلك فالياقوت حجر ولذلك يقال الياقوت أفضل الحجارة، ولا يقال الياقوت أفضل الزجاج، لأنه ليس من الزجاج وكل شئ من العذاب يقال أمطرت ومن الرحمة يقال مطرت.
وقوله " هو " يجعل عمادا في ظننت وأخواتها. ويسميه البصريون صلة زائدة وتوكيدا كزيادة (ما) ولا يزاد إلا في كل فعل لا يستغنى عن خبره، وفي لغة تميم يرفع ذلك كله، فيقولون " إن كان هذا هو الحق " وكذلك قوله " ولكن كانوا هم الظالمين " (1) و " تجدوه عند الله هو خيرا وأعظم اجرا " (2) كل ذلك يرفعونه. وعلى الأول ينصب ما بعدها ومثله قوله " ويرى الذين أوتوا العلم " إلى قوله " هو الحق " (3).
قوله تعالى:
وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون (33) آية اخبر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وآله على وجه الامتنان عليه واعلامه منزلته عنده انه لا يعذب أحدا من هؤلاء الكفار بهذا العذاب الذي اقترحوه على وجه الفساد للحق " وأنت " يا محمد " فيهم " موجود.
والتعذيب تجديد الآلام حالا بعد حال، لان أصله الاستمرار، فالعذب من استمرار الشئ لما فيه من الملاذ. والعذاب من استمراره لما فيه من الآلام واللام في قوله " ليعذبهم " لام الجحد. واصلها لام الإضافة. وإنما دخلت في النفي