التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٥ - الصفحة ١٠٧
والولد حيوان يتكون من حيوان بخلق الله له، فعلى هذا لم يكن آدم ولدا وكان عيسى ولد مريم. والمال هو النصاب الذي تتعلق به الزكاة من ذهب أو فضة أو إبل أو بقر أو غنم عند بعض المفسرين. وأصله الكسر من العين والورق.
و (العظيم) استحقاق الصفة بالغنى. فالكثير عظيم للاستغناء به عن القليل من جنسه، والقليل لا يستغنى (به) عنه.
بين الله تعالى ان الأموال والأولاد في هذه الدنيا محنة وبلاء وان الله تعالى عنده الثواب العظيم على الطاعات وترك المعاصي.
وروي عن ابن مسعود أنه قال: ليس أحد منكم إلا وهو مشتمل على فتنة لقوله " واعلموا أنما أموالكم وأولادكم فتنة " فاسألوا الله تعالى ان يعيذكم منها.
قوله تعالى:
يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا ويكفر عنكم سيأتكم ويغفر لكم والله ذو الفضل العظيم (29) آية.
هذا خطاب للمؤمنين خاطبهم الله بأنهم ان يتقوا معاصيه ويمتثلوا طاعاته ويتقوا عقابه باجتناب معاصيه يجعل لهم اجرا على ذلك " فرقانا ". وقيل في معنى الفرقان أقوال: - أحدها - قال ابن زيد وابن إسحاق يجعل هداية في قلوبكم تفرقون بها بين الحق والباطل.
وقال مجاهد: معناه يجعل لكم محرجا في الدنيا والآخرة.
وقال السدي: معناه يجعل لكم نجاة. وقال الفراء: يجعل لكم فتحا ونصرا
(١٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 ... » »»
الفهرست