التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٤ - الصفحة ٥١٣
يعني الشمس، فأدخل التاء في هذا كما أدخلوا في قولهم: ولدتي وكوكبتي وهالتي وهو أهلة ذاك، كما قال الراجز:
يا مضر الحمراء أنت أسرتي * وأنت ملجاتي وأنت ظهرتي (6) وقوله تعالى " سنقتل أبناءهم " إنما تهددهم بقتل أبنائهم مع أن موسى هو الذي دعاهم إلى الله دونهم من حيث أنه لم يطمع فيه، لما رأى من قوة أمره وعلو شأنه فعدل إلى ضعفاء بني إسرائيل بقتل أبنائهم ليوهم انه يتم له ذلك فيهم.
وقوله تعالى " ونستحيي نساءهم " معناه نستبقي من تولد من بناتهم للمهنة والخدمة من غير أن يكون لهم نجدة ولا عندهم منعة.
ونصب قوله " ويذرك " لاحد وجهين: أحدهما - الصرف، والاخر العطف. والصرف على أن يكون تقديره ليفسدوا في الأرض إلى أن يذرك وآلهتك، والعطف على ليفسدوا ويذرك. وقرأ الحسن " ويذرك " بالرفع عطفا على أتذر، ويجوز فيه الاستئناف، وهو يذرك.
قوله تعالى:
قال موسى لقومه استعينوا بالله واصبروا إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين (127) آية بلا خلاف هذا حكاية من الله تعالى عما قال موسى لقومه حين تهددهم فرعون بقتل أبنائهم واستحياء نسائهم، وانه أمرهم ان يستعينوا بالله والاستعانة طلب المعونة، وقد يسأل السائل المعونة لغيره يقول: اللهم أعنه على أمره الا ان الغالب على الاستعانة طلب المعونة لنفس الطالب.
وقوله " واصبروا " أمر من موسى إياهم بالصبر وهو حبس النفس

(6) لم أعرف قائله. وهو في تفسير الطبري 13 / 41.
(٥١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 508 509 510 511 512 513 514 515 516 517 518 ... » »»
الفهرست