التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٤ - الصفحة ٥١٧
نفس الكلمة، وأنشد:
سنيني كلها واسيت حربا * أقاس مع الصلادمة الذكور وأنشد:
ولقد ولدت بنين صدق سادة * ولانت بعد الله كنت السيدا فأثبت النون في بنين وهي مضافة.
وقوله تعالى " ونقص من الثمرات " أي وأخذناهم مع القحط وجدب الأرض بنقصان من الثمار.
وقوله تعالى " لعلهم يذكرون " معناه لكي يتفكروا في ذلك ويرجعوا إلى الحق وإنما قال " لعلهم " وهي موضوعة للشك، وهو لا يجوز في كلام الله لأنهم عوملوا معاملة الشاك مظاهرة في القول كما جاء الابتلاء والاختيار مثل ذلك. والآية تدل على بطلان مذهب المجبرة من أن الله تعالى يريد الكفر المعاصي، لأنه بين أنه فعل بهم ذلك لكي يذكروا،، ويرجعوا فقد أراد منهم الأذكار، فكأنه قال من أجل أن يذكروا، وليس كذلك إذا كلفهم من أجل الثواب، لان إرادة المريد لما يكون من فعله في المستأنف عزم، وذلك لا يجوز عليه تعالى، وليس كذلك إرادته لفعل غيره، قال مجاهد: السنين الحاجة، ونقص من الثمرات دون ذلك، وقال قتادة: كان السنين بباديتهم، " ونقص من الثمرات " كان في أمصارهم وقراهم. وقال كعب: يأتي على الناس زمان لا تحمل النخلة الا تمرة.
قوله تعالى:
فإذا جاءتهم الحسنة قالوا لنا هذه وإن تصبهم سيئة يطيروا بموسى ومن معه ألا إنما طائرهم عند الله ولكن أكثرهم لا يعلمون (130) آية بلا خلاف.
المراد بالحسنة - ههنا - النعمة من الخصب والسعة في الرزق والعافية
(٥١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 512 513 514 515 516 517 518 519 520 521 522 ... » »»
الفهرست