التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٤ - الصفحة ٥٠٨
قرأ حفص وورش ورويس " آمنتم " على الخبر. الباقون بهمزتين على الاستفهام. وحقق الهمزتين أهل الكوفة إلا حفصا وروحا. الباقون بتحقيق الأولى وتليين الثانية إلا أن قنبلا في غير رواية ابن السائب يقلب همزة الاستفهام واوا إذا اتصلت بنون فرعون، ولم يفصل أحد بين الهمزتين بألف، قال أبو علي: قياس قول أبي عمرو ومذهبه أن يفصل بين الهمزتين بألف كما يفصل بين النونات في (اخشينان) إلا أنه يشبه أن يكون ترك القياس، وقوله هنا لما كان يلزم منه اجتماع المتشابهات فترك الألف التي تدخل بين الهمزتين، وخفف الهمزة الثانية التي هي همزة (افعل) من (آمن) فأما رواية أبي الاخريط عن ابن كثير بابدال الهمزة واوا، فإنه أبدل من ألف الاستفهام واوا، لانضمام ما قبلها وهي النون المضمومة في (فرعون) وهذا في المنفصل مثل المتصل من نوره، فقوله (نوأ) على وزن (نود) وفى رواية قنبل عن القواس مثل رواية البزي عن أبي الاخريط غير أنه يهمز بعد الواو، قال أبو علي: من همز بعد الواو، لأن هذه (الواو) هي منقلبة عن همزة الاستفهام، وبعد همزة الاستفهام همزة (أفعلتم) فخففها، ولم يخففها كما خفف في القول الأول، ووجهه ان الأولى لما زالت عن لفظ الهمزة وانقلبت واوا حقق الهمزة بعدها، لأنه لم يجتمع همزتان. ووجه القول الأول أن (الواو) لما كان انقلابها عن الهمزة تخفيفا قياس، كان في حكم الهمزة فلم يحقق معها الثانية كما لا تحقق مع الهمزة نفسها، لان الواو في حكمها، كما كانت في حكمها في (رويا) في تخفيف (رؤيا) فلم يدغموها في الياء، كما لم يدغم الهمزة فيها.
ومن قرأ على الخبر فوجهه أنه يخبرهم بايمانهم على جهة التقريع لهم بايمانهم، والانكار عليهم. ووجه الاستفهام أنه استفهام على وجه التوبيخ والتقريع، والانكار عليهم. وحمزة والكسائي قرءا بهمزتين الثانية ممدودة، لان الهمزة الثانية تتصل بها الألف المنقلبة عن الهمزة التي هي فاء في (آمن).
في هذه الآية حكاية لما قال فرعون للسحرة حين آمنوا بموسى وصدقوه
(٥٠٨)
مفاتيح البحث: مدينة الكوفة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 503 504 505 506 507 508 509 510 511 512 513 ... » »»
الفهرست