الذنب وأصله القطع فالمجرم منقطع عن الحسنة إلى السيئة، وفائدة الآية الاخبار عن سوء عاقبة المجرمين بما أنزل عليهم عاجلا من عذاب الاستئصال قبل عذاب الآخرة بالنيران.
قوله تعالى:
وإلى مدين أخاهم شعيبا قال يا قوم اعبدوا الله مالكم من إله غيره قد جاءتكم بينة من ربكم فأوفوا الكيل والميزان ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها ذلكم خير لكم إن كنتم مؤمنين (84) آية بلا خلاف.
هذه الآية عطف على ما تقدم والتقدير فيها فأرسلنا " إلى مدين " وهي قبيلة، قال أبو إسحاق: أصله (مديان) وهو مديان بن إبراهيم وهؤلاء ولده. و (مدين) لا ينصرف، لأنه معرب في حال تعريفه. والعلة المانعة من الصرف هي العجمة والتعريف وقال الزجاج: لأنه اسم قبيلة وهو معرفة وجائز أن يكون أعجميا.
وقوله " أخاهم شعيبا " نسب إليهم بالاخوة في النسب دون غيره. وقال لهم " قد جاءتكم بينة من ربكم " يعني أتتكم حجة من الله تعالى ومعجزة دالة على صدق قولي، وأخبر انه أمرهم بأن يوفوا الكيل والميزان. والايفاء إتمام الشئ إلى حد الحق فيه، ومنه إيفاء العهد وهو اتمامه بالعمل به.
والكيل تقدير الشئ بالمكيال حتى يظهر مقداره منه. والوزن تقدير الشئ بالميزان، والمساحة تقدير الشئ بالذراع أو ما زاد عليه أو نقص. " ولا تبخسوا الناس أشياءهم " نهي من شعيب إياهم عن بخس الحقوق وتنقيصها في الكيل والميزان وغيرهما، والبخس النقص عن الحد الذي يوجبه الحق تقول: بخس يبخس بخسا فهو باخس. والبخص بالصاد فقأ العين. وقال