التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٤ - الصفحة ٤٠٣
العبد ما لا قدرة له عليه ولا يطيقه.
وموضع " لا يكلف نفسا إلا وسعها " قيل فيه قولان:
أحدهما - أن يكون رفعا بأنه الخبر على حذف العائد، كأنه قيل:
منهم، ولا من غيرهم، وحذف لأنه معلوم.
والاخر - ألا يكون له موضع من الاعراب، لأنه اعتراض، والخبر الجملة في (أولئك) لان قوله " والذين آمنوا " مبتدأ، وقوله " أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون " خبر بأن هؤلاء الذين آمنوا وعملوا الصالحات ملازمون الجنة مخلدون لنعمتها.
قوله تعالى:
ونزعنا ما في صدورهم من غل تجري من تحتهم الأنهار وقالوا الحمد لله الذي هدينا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدينا الله لقد جاءت رسل ربنا بالحق ونودوا أن تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون (42) اية بلا خلاف.
نزع الغل في الجنة تصفية الطباع، وإسقاط الوساوس، وإعطاء كل نفس مناها، ولا يتمنى أحد ما لغيره.
قرأ ابن عامر " ما كنا لنهتدي " بلا واو، وكذلك هي في مصاحف أهل الشام. الباقون باثباتها. وجه الاستغناء عن الواو أن الجملة متصلة بما قبلها فأغنى التباسها بها عن حرف العطف. ومثله " سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم " فاستغنى عن حرف العطف بالالتباس من احدى الجملتين بالأخرى. ومن أثبت الواو فلعطفه جملة على جملة.
في هذه الآية إخبار عما يفعله بالمؤمنين في الجنة بعد أن يخلدهم فيها، بأن ينزع ما في صدورهم من غل، فالنزع رفع الشئ عن مكانه المتمكن فيه،
(٤٠٣)
مفاتيح البحث: الشام (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 398 399 400 401 402 403 404 405 406 407 408 ... » »»
الفهرست