نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم يقولون: ربنا أتمم لنا نورنا واغفر لنا (1) وإن كان النبي ومن معه من المؤمنين يعلمون ذلك.
قوله تعالى:
ونادى أصحاب الأعراف رجالا يعرفونهم بسيماهم قالوا ما أغنى عنكم جمعكم وما كنتم وتستكبرون (47) آية بلا خلاف.
قوله " ونادى أصحاب الأعراف " معناه سينادي، وإنما جاز ان يذكر الماضي بمعنى المستقبل، لامرين:
أحدهما - لتحقيق المعنى كأنه قد كان.
والثاني - على وجه الحكاية والحذف. التقدير إذا كان يوم القيامة " نادى أصحاب الأعراف ".
ونادى معناه دعا، غير أن في (نادى) معنى امتداد الصوت ورفعه، لأنه مشتق من النداء يقال: صوت نداء أي يمتد وينصرف خلاف الواقف، وليس كذلك (دعا) لأنه قد يكون بعلامة كالإشارة من غير صوت ولا كلام، ولكن إشارة تنبئ عن معنى يقال.
في هذه الآية اخبار وحكاية من الله تعالى ان أصحاب الأعراف ينادون قوما يعرفونهم من الكفار بسيماهم من سواد الوجوه وزرقة العين وضروب من تشويه الخلق يبينون به من أهل الجنة وغيرهم " ما أغنى عنكم جمعكم " معناه ما نفعكم ذلك. وقيل في معنى (الجمع) قولان: أحدهما - جماعتكم التي استندتم إليها. الثاني - جمعكم الأموال والعدد في الدنيا.
قوله " وما كنتم تستكبرون " معناه ولا نفعكم تكبركم وتجبركم في دار الدنيا عن الانقياد لأنبياء الله واتباع امره.