التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٤ - الصفحة ٢٢٠
ولا ظهير " وخرقوا له بنين وبنات " معناه تخرصوا له كذبا بنين وبنات " بغير علم " أي بغير حجة. ويحتمل أن يكون معناه بغير علم منهم بما عليهم عاجلا وآجلا ويحتمل أن يكون معناه بغير علم منهم بما قالوه على حقيقة ما يقولون، لكن جهلا منهم بالله وبعظمته، لأنه لا ينبغي لمن كان إلها أن يكون له بنون وبنات ولا صاحبة ولا أن يشركه في خلقه شريك، ثم نزه نفسه تعالى وأمرنا بتنزيهه عما أضافوه إليه، وأنه يجل عن ذلك ويتعالى عنه، فقال " سبحانه وتعالى عما يصفون " من ادعائهم له شركاء واختراقهم له بنين وبنات لان ذلك لا يليق بصفته ولا بوحدانيته.
قوله تعالى:
بديع السماوات والأرض أنى يكون له ولد ولم تكن له صاحبه وخلق كل شئ وهو بكل شئ عليم (101) آية بلا خلاف.
البديع هو المبدع وهي صفة معدولة عن (مفعل) إلى (فعيل) ولذلك تعدى (فعيل) لأنه يعمل عمل ما عدل عنه، فإذا لم يكن معدولا للمبالغة لم يتعد نحو طويل وقصير، وارتفع بديع، لأنه خبر ابتداء محذوف، وتقديره هو بديع السماوات والأرض. ويجوز أن يكون رفعا بالابتداء وخبره (انى) يكون له ولد).
والفرق بين الابتداع والاختراع فعل ما لم يسبق إلى مثله، والاختراع فعل ما لم يوجد سبب له، ولذلك يقال: البدعة والسنة، فالبدعة احداث ما لم يسبق إليه مما خالف السنة، ولا يوصف بالاختراع غير الله، لان حد ما ابتدئ في غير محل القدرة عليه، ولا يقدر على ذلك الا القادر للنفس، لان القادر بقدرة اما ان يفعل مباشرا وحده ما ابتدئ في محل القدرة عليه أو متولد وحده ما وقع بحسب غيره، وهو على ضربين: أحدهما تولده في محل القدرة عليه. والاخر انه يتعداه بسبب هو الاعتماد لا غير، ولا يقدر غير
(٢٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 ... » »»
الفهرست