الايمان به واتباعه ونهاهم عن الفواحش، وحثهم على طاعة الله فلم يجيبوه، ولم يطيعوه. وإن الله تعالى لما أراد عذابهم بعث إليهم رسلا منذرين عذرا نذرا، فلما عتوا عن أمره بعث إليهم ملائكة ليخرجوا من كان في قريتهم من المؤمنين، فما وجدوا فيها غير بيت من المسلمين فأخرجهم منها، وقالوا للوط: أسر بأهلك من هذه القرية الليلة بقطع من الليل ولا يلتفت منكم أحد وامضوا حيث تؤمرون، فلما انتصف الليل سار لوط ببناته، وتولت امرأته مدبرة فانقطعت إلى قومها تسعى بلوط وتخبرهم أن لوطا قد سار ببناته واني نوديت من تلقاء العرش لما طلع الفجر:
يا جبرئيل حق القول من الله بحتم عذاب قوم لوط، فاهبط إلى قرية قوم لوط وما حوت فاقلعها من تحت سبع أرضين، ثم اعرج بها إلى السماء، فأوقفها حتى يأتيك أمر الجبار في قلبها ودع منها آية بينة من منزل لوط عبرة للسيارة، فهبطت على أهل القرية الظالمين فضربت بجناحي الأيمن على ما حوى عليه شرقيها وضربت بجناحي الأيسر على ما حوى عليه غربيها فاقتلعتها يا محمد من تحت سبع أرضين إلا منزل لوط آية للسيارة، ثم عرجت بها في خوافي جناحي حتى أوقفتها حيث يسمع أهل السماء رقاء ديوكها ونباح كلابها، فلما طلعت الشمس نوديت من تلقاء العرش يا جبرئيل اقلب القرية على القوم، فقلبتها عليهم حتى صار أسفلها أعلاها وأمطر الله عليهم حجارة من سجيل مسومة عند ربك وما هي يا محمد من الظالمين من أمتك ببعيد.
قال: فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله) يا جبرئيل وأين كانت قريتهم من البلاد؟ فقال جبرئيل: كان موضع قريتهم في موضع بحيرة طبرية اليوم وهي في نواحي الشام.
قال: فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله): أرأيتك حين قلبتها عليهم في أي موضع من الأرضين وقعت القرية وأهلها؟ فقال: يا محمد وقعت فيما بين بحر الشام إلى مصر فصارت تلولا في البحر (1).