دفع الارتياب عن حديث الباب - علي بن محمد العلوي - الصفحة ٤٥
ما قاله مضعفو هذا الحديث قد انتصب لذكر جميع أقوالهم الحافظ أبو الفرج بن الجوزي في كتابه الموضوعات واعتمد على كلامهم على أساس قاعدة تقديم الجرح على التعديل، من غير أن يعمل هو شيئا إلا النقل. وتقاعد أو تغافل وتغاضى عن ذكر أقوال الصحيحين، كما هي عادته في الاقتصار على ذكر الجرح دون التعديل.
فأما من نقل عنهم الحافظ المذكور من الحفاظ الذين وقفوا عندما عرفوا فلم يحتملوا لمن لم يعرفوهم من الرواة النهوض بقبول حديث الباب فضعفوه، فهم معذورون، كالدارقطني، وابن عدي، ومن اتبعهم، فقد جعل علماء الأثر بعدهم محملا وهو أن قولهم يكون ضعفا نسبيا، وهم تكلموا حسب علمهم واجتهادهم وما تحصل لديهم من الروايات، ولا يكلفون إلا ذلك، فهم محسنون ولم يخالفوا القواعد.
وأما من جمد على كلامهم فهو يجمد قواعد الفن ويرفع ثقة الناس بها، كما يفعل الحافظ ابن الجوزي، والسراج القزويني، اللذان اعتمدا على قاعدة تقديم الجرح، وقد أخطأ خطأ فاحشا، فإن تقديم الجرح محله في الرواة لا في المروي، إذ ما من حديث صحيح إلا وله رواة من الضعفاء بل ومن الوضاعين
(٤٥)
مفاتيح البحث: الفرج (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 ... » »»