فتح الملك العلى - أحمد بن الصديق المغربي - الصفحة ٦٦
الشهادة لعلي بالعلم ما لم يأت لأحد قط، فمن شهادة رسول الله صلى الله عليه وآله بذلك ما أخرجه الإمام أحمد في مسنده (1) قال: حدثنا أبو أحمد، ثنا خالد يعني ابن طهمان عن نافع بن أبي نافع عن معقل بن يسار قال:
وضأت النبي صلى الله عليه وآله فقال: ألك في فاطمة رضي الله عنها نعودها؟ فقلت: نعم، فقام متوكئا علي حتى دخلنا على فاطمة " ع " فقال لها: كيف تجدينك؟ قالت: والله لقد اشتد حزني واشتدت فاقتي وطال سقمي.
قال أبو عبد الرحمن: وجدت في كتاب أبي بخط يده هذا الحديث قال: أو ما ترضين أني زوجتك أقدم أمتي سلما وأكثرهم علما وأعظمهم حلما ()، رجاله ثقات، وقد رواه الطبراني من وجه آخر بإسناد صححه الحافظ نور الدين (3) في الزوائد من مرسل أبي إسحاق.
قلت: وقد ورد موصولا من طريقه أخرجه ابن عساكر في ترجمة علي من تاريخه من طريق أبي عمر وعثمان بن أحمد السماك، أنا عبد الله ابن أبي روح المدائني، أنا سلام بن سليمان المدائني، أنا عمر بن المثنى، عن أبي إسحاق، عن أنس بن مالك قال: قالت فاطمة عليها السلام:
زوجتني عليا خمش الساقين عظيم البطن قليل الشئ، فقال النبي صلى الله عليه وآله:
زوجتك يا بنية أعظمهم حلما وأقدمهم سلما وأكثرهم علما (4).

(١) مسند الإمام أحمد ط القاهرة ١٣٠٦.
(٢) مسند أحمد ١: ١٤٦، الغدير ٣: ٩٥.
(3) هو الحافظ علي بن أبي بكر أبو الحسن الهيثمي الشافعي المتوفى 807 له كتابه الكبير مجمع الزواجر في عشر مجلدات، وكتاب زوائد مسند عبد الرزاق.
(4) ابن عساكر 37: 77، مخطوطة في مكتبة الإمام أمير المؤمنين - ع - العامة برقم 37 / 115.
(٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 ... » »»