وهذا مذهب أحمد بن حنبل وأبي داود. قال الحافظ السخاوي:
روينا بالاسناد الصحيح عن عبد الله بن الإمام احمد، قال:
سمعت أبي يقول: لا تكاد ترى أحدا ينظر في الرأي الا و في قلبه غل، والحديث الضعيف أحب إلي من الرأي، قال عبد الله: فسألته عن الرجل يكون ببلد لا يجد فيه الا صاحب حديث لا يدري صحيحه من سقيمه وصاحب رأى فمن يسأل؟ قال: يسأل صاحب الحديث، ولا يسأل صاحب الرأي.
وورد عن أحمد أيضا، قال لابنه عبد الله: لو أردت ان اقتصر على ما صح عندي، لم أرو من هذا المسند الا الشئ بعد الشئ، ولكنك يا بني تعرف طريقتي اني لا أخالف ما يضعف الا إذا كان في الباب شئ يدفعه وصرح ابن الجوزي في الموضوعات: ان احمد كان يقدم الضعيف على القياس، وكذا قال ابن تيمية فيما نقله الطرفي.
وقال الحافظ ابن منده: كان أبو داود يخرج الاسناد الضعيف إذا لم يجد في الباب غيره، لأنه أقوى عنده من رأي الرجال، نقله ابن الصلاح في علوم الحديث ونظمه العراقي في الألفية فقال:
كان أبو داود أقوى ما وجد يرويه، والضعيف حيث لا يجد في الباب غيره فذاك عنده من رأى أقوى قاله ابن منده.