عن أبي هريرة وقال الترمذي حسن صحيح، وأما ما في الموضوعات للصغاني من أنه موضوع فلا يعول عليه، وروى الطبراني وأبو نعيم واللفظ له عن ابن عمر مرفوعا يا أبا ذر الدنيا سجن المؤمن والقبر أمنه، وفي لفظ بدله: والقبر حصنه والجنة مصيره، يا أبا ذر إن الدنيا جنة الكافر، والقبر عذابه، والنار مصيره، المؤمن من لم يجزع من ذل الدنيا - الحديث، وعند أحمد وأبي نعيم عن ابن عمر بلفظ الدنيا سجن المؤمن وسنته، فإذا فارق الدنيا فارق السجن والسنة، قال في اللآلئ والمراد بالسنة الجدب، وكذا أخرجه الطبراني باختصار والبغوي في شرح السنة وصححه الحاكم، وعند العسكري عن ابن المبارك قال كان الحسن يقول قال النبي صلى الله عليه وسلم الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر، فالمؤمن يتزود، والكافر يتمتع، والله إن أصبح فيها مؤمن إلا حزينا، وكيف لا يحزن من جاءه عن الله أنه وارد جهنم ولم يأته أنه صادر عنها؟ وقال النجم وأخرجه ابن المبارك بلفظ آخر موقوفا إن الدنيا جنة الكافر وسجن المؤمن، وإنما مثل المؤمن حين تخرج نفسه كمثل رجل كان في سجن فأخرج منه، فجعل يتقلب في الأرض ويتفسح فيها، وأخرجه ابن أبي شيبة موقوفا، ولفظه الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر، فإذا مات المؤمن تخلى سربه يسرح حيث شاء، والسرب بفتح أوله الطريق، ولابن لآل عن عائشة رضي الله عنها الدنيا لا تصفو لمؤمن، كيف وهي سجنه وبلاؤه؟ تتمه: ذكر المناوي في شرح الجامع الصغير أن الحافظ بن حجر لما كان قاضي القضاة مر يوما بالسوق في موكب عظيم وهيئة جميلة، فهجم عليه يهودي يبيع الزيت الحار، وأثوابه متلطخة بالزيت، وهو في غاية من الرثاثة والشناعة، فقبض على لجام بغلته، وقال يا شيخ الاسلام تزعم أن نبيكم قال الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر، فأي سجن أنت فيه وأي جنة أنا فيها؟ فقال أنا بالنسبة لما أعد الله لي في الآخرة من النعيم كأني الآن في السجن، وأنت بالنسبة لما أعد لك في الآخرة من العذاب الأليم كأنك في جنة فأسلم اليهودي انتهى.
1319 - (الدنيا متاع، وخير متاعها المرأة الصالحة - وفي لفظ الدنيا كلها متاع