وغيرهم من حديث حبشي بن جنادة مرفوعا علي مني وأنا من علي لا يؤدي عني إلا أنا أو علي، وليس في هذا كله ما يقدح في إجماع أهل السنة من الصحابة والتابعين فمن بعدهم على أن أفضل الصحابة بعد النبي صلى الله عليه وسلم على الإطلاق أبو بكر ثم عمر وقد قال ابن عمر كنا نقول ورسول الله صلى الله عليه وسلم حي أفضل هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وعمر وعثمان فيسمع ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا ينكره، بل ثبت عن علي نفسه أنه قال خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر ثم عمر ثم رجل آخر، فقال له ابنه محمد بن الحنفية ثم أنت يا أبت فقال ما أبوك إلا رجل من المسلمين.
619 - (أنا من الله والمؤمنون مني) هو كذب مختلق كما قاله الحافظ ابن حجر وقال بعض الحفاظ لا يعرف بهذا اللفظ مرفوعا بل الذي ثبت في الكتاب والسنة أن المؤمنين بعضهم من بعض، أما الكتاب ففي قوله تعالى بعضكم من بعض وأما السنة ففي قوله صلى الله عليه وسلم في حي الأشعريين هم مني وأنا منهم، وقوله لعلي أنت مني وأنا منك وقوله للحسن هذا مني وأنا منه، وكله صحيح، وعند الديلمي بلا إسناد عن عبد الله بن جراد أنا من الله عز وجل والمؤمنون مني فمن آذى مؤمنا فقد آذاني - الحديث، ويجري فيه ما قيل في الأول.
620 - (الأنبياء قادة والفقهاء سادة ومجالسهم زيادة) قال القاري هو موضوع كما في الخلاصة انتهى.
621 - (أنا والأتقياء من أمتي بريئون من التكلف) قال النووي ليس بثابت وأخرجه الدارقطني في الأفراد بسند ضعيف عن الزبير بن العوام مرفوعا " ألا إني برئ من التكلف، وصالحو أمتي " وذكره في الإحياء أنا وأتقياء أمتي براء من التكلف، وروى أحمد والطبراني في معجمه الكبير والأوسط وأبو نعيم في الحلية عن سلمان أنه قال لمن استضافه لولا أنا نهينا عن التكلف لتكلفت لكم، وهذا حكمه الرفع على الصحيح، وإلى هذا أشار الحافظ ابن حجر بقوله روي مرفوعا من حديث سلمان والصحيح عنه من قوله وقال عمر كما في البخاري عن أنس عنه نهينا