فيض القدير شرح الجامع الصغير - المناوي - ج ٤ - الصفحة ٦٨٦
6145 - (قلب الشيخ شاب على حب اثنتين: حب العيش) أي طول الحياة (والمال) مجاز واستعارة يعني أن قلب الشيخ كامل الحب للمال محتكم كاحتكام قوة الشاب في شبابه. ذكره النووي وقال غيره: حكمة تخصيص هذين أن أحب الأشياء إلى ابن آدم نفسه فهو راغب في بقائها فأحب لذلك طول العمر وأحب المال لأنه أعظم في دوام الصحة التي ينشأ عنها غالبا طول العمر فلما أحس بقرب نفاذ ذلك اشتد حبه له ورغبته في دوامه. قيل دخل رجل على أبي رجاء العطاردي فقال: كيف تجدك؟
قال حب جلدي على عظمي وهذا أمل جديد بين عيني فما خرجنا من عنده حتى مات، وقال أبو عثمان النهدي: بلغت نحوا من مائة وثلاثين سنة وما من شئ إلا وقد عرفت النقص فيه إلا أملي فإنه كما هو. (م ه عن أبي هريرة) وروى البخاري معناه.
6146 - (قلب الشيخ شاب على حب اثنتين طول الحياة وكثرة المال) قد عرفت معناه مما قبله.
قال النووي: هذا صوابه اه‍. وقيل وصفه بكونه شابا لوجود هذين الأمرين فيه اللذين هما في الشباب أكثر وبهم أليق، وحب الدنيا هو كثرة المال، وطول الأمل هو طول الحياة، وفيه من أنواع البديع التوشيع وهو الإتيان بمثنى وتعقيبه بمفردين (تنبيه) أخذ بعضهم هذا فنظمه فقال:
قد شاب رأسي ورأس الحرص لم يشب * إن الحريص على الدنيا لفي تعب لو كان يصدقني ذهني وفكرته * ما اشتد حرصي على الدنيا ولا نصبي أسعى وأكدح فيما لست أدركه * والذهن يكدح في زندي وفي عصبي (حم ن ك) في الرقاق (عن أبي هريرة عد وابن عساكر عن أنس) قال الحاكم: على شرطهما وأقره الذهبي.
6147 - (قلب المؤمن حلو يحب الحلاوة) يشير إلى أن المؤمن الخير في الحيوانات كالنحل يأخذ أطايب الأشجار والنور الحلو ثم يعطي الناس ما يكثر نفعه ويحلو طعمه ويطيب ريحه فهو يحب الحلو ويطعم الحلو ويعطي الحلو. قال الحكيم: المؤمن الكامل قد وضع الله في قلبه حلاوة التوحيد بحلاوته، فإذا جاءت الشهوة ضرب بتلك الحلاوة وجهها وردها بقوة هذه الحلاوة. (هب عن أبي أمامة) ثم قال أعنى البيهقي: متنه منكر وفي إسناده من هو مجهول (خط) في ترجمة أبي الحسن الخطيب (عن أبي موسى) الأشعري وقال أعني الخطيب: رجاله ثقات غير محمد بن العباس بن سهيل البزار وهو الذي وضعه وركبه على
(٦٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 681 682 683 684 685 686 687 688 689 690 691 ... » »»
الفهرست