فيض القدير شرح الجامع الصغير - المناوي - ج ٤ - الصفحة ٤٦٢
فإنها بركة وفيها ندب التهجد وهو الصلاة بالليل بعد النوم ويكره ترك تهجد اعتاده. (حم في) كتاب (الزهد وابن نصر طب عن ابن عباس) قال: أمر رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم بصلاة الليل ورغب فيها حتى قال عليكم إلخ قال الهيثمي: فيه حسين بن عبد الله وهو ضعيف.
5571 - (عليكم بغسل الدبر فإنه مذهبة للباسور) وفي رواية فإنه يذهب الباسور وقوله بغسل الدبر الرواية بغين معجمة وضم الدال والباء من الدبر كذا هو في النسخ السائرة لكن رأيت الديلمي ضبطه بالقلم بعين مهملة وفتح السين والدال وسكون الباء ثم قال الدبر بفتح فسكون هو النحل وعليه فيكون المراد أكل عسل النحل. (ابن السني وأبو نعيم) في الطب (عن ابن عمر) بن الخطاب ورواه عنه أيضا أبو يعلى والديلمي وأورده في الميزان في ترجمة عثمان بن مطر الشيباني من حديثه ونقل عن جمع تضعيفه وأن حديثه منكر ولا يثبت وسياقه في اللسان في ترجمة عمر بن عبد العزيز الهاشمي وقال: شيخ مجهول له أحاديث مناكير لا يتابع عليها.
5572 - (عليكم بقلة الكلام) إلا في خير (ولا يستهوينكم الشيطان فإن تشقيق الكلام) أي التعمق فيه ليخرج أحسن مخرج (من شقائق الشيطان) ومن التشدق تكلف السجع والتصنع فيه قال في المناهج: كثرة الكلام تتولد عن أمرين إما طلب رئاسة يريد أن يرى الناس علمه وفصاحته وإما قلة العلم بما يجب عليه في الكلام وعلاجه ودواؤه ملاحظة ما ورد إن العبد مؤاخذ بما يتكلم به ومسؤول عنه * (ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد) * * (إن عليكم لحافظين كراما كاتبين) * ونحو ذلك من الآيات القرآنية والأخبار النبوية والآثار السلفية. (الشيرازي) في الألقاب (عن جابر) أن أعرابيا مدح النبي صلى الله عليه وسلم حتى أزبد شدقه أي ظهر عليه شبه الرغوة فذكره.
5573 - (عليكم بقيام الليل) يعني التهجد فيه (فإنه دأب الصالحين) أي عادتهم وشأنهم من دأب في العمل إذا جد فحولوه إلى العادة والشأن (قبلكم) أي هي عادة قديمة واظب عليها الكمل السابقون واجتهدوا في إحراز فضلها ومنه قوله تعالى * (وسخر لكم الشمس والقمر دائبين) * أي مواظبين على إصلاح العالم (وقربة إلى الله تعالى) وفي رواية وهو قربة لكم إلى ربكم نكر القربة إيذانا بأن
(٤٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 457 458 459 460 461 462 463 464 465 466 467 ... » »»
الفهرست