المؤمنين قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فسقطت امرأة عن دابة فأعرض عنها بوجهه، فقيل إنها متسرولة فذكره، رمز المصنف لضعفه، ووجهه أن فيه إبراهيم بن زكريا الضرير، قال في الميزان عن أبي حاتم حديثه منكر، وعن ابن عدي: حدث بالبواطيل، قال: ومن بلاياه هذا الخبر، وساقه، ومن ثم أورده ابن الجوزي في الموضوع. وقال المتهم به إبراهيم هذا، وتعقبه المؤلف بأن الذي قال فيه ابن عدي هذا القول هو إبراهيم بن زكريا العجلي، وهذا إبراهيم بن زكريا الواسطي وهو ثقة.
1451 - (اللهم اغفر للحاج) أي حجا مبرورا (ولمن استغفر له الحاج) قاله ثلاثا وهو تشريف عظيم للحاج فيتأكد طلب الاستغفار من الحاج ليدخل في دعاء المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وسلم وظاهره ندب طلب الاستغفار منه في سائر الأوقات، لكن في الإحياء عن الفاروق ما محصوله. إن غاية طلبه إلى عشرين من ربيع الأول أي فإن تأخر وصوله إلى وطنه عنها فإلى وصوله كما ذكره ابن رجب (هب) وكذا الحاكم، ومن طريقه أورده البيهقي والخطيب (عن أبي هريرة) وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم وتعقبه بأن فيه شريكا القاضي ولم يخرج له مسلم إلا في المتابعات.
1452 - (اللهم رب) أي يا رب (جبريل) قال الحراني: اسم عبودية، لأن إيل اسم الله في الملأ الأعلى وهو يد بسط لروح الله في القلوب بما يحييها الله من روح أمره إرجاعا إليه في هذه الدار قبل إرجاع روح الحياة بيد القبض من عزرائيل (وميكائيل) اسم عبودية أيضا، وهو يد بسط للأرزاق المقيمة للأجسام (وإسرافيل) وهو بسط يد للأرواح التي بها الحياة، قال الجزولي في شرح الرسالة: إنه إنما سمي إسرافيل لكثرة أجنحته وميكائيل لأنه موكل بالمطر والنبات يكيله ويزنه (ومحمد) الذي هو روح الأرواح (نعوذ) أي نعتصم (بك من النار) أي من عذابها فوجه تخصيص الأملاك الثلاثة أنها أشرف الملائكة وأنها الموكلة بالحياة وعليها مدار نظام هذا الوجود، فجبريل موكل بالوحي الذي هو حياة القلوب، وميكائيل بالقطر والنبات الذي هو حياة الأرض والحيوان، وإسرافيل بالنفخ في الصور الذي هو سبب حياة العالم وعود الأرواح إلى الأشباح، فالتوسل إليه سبحانه بربوبية هذه الأرواح الموكلة بالحياة له تأثير كبير في حصول المطلوب وهذا كما ترى أدق من قول البعض خص هؤلاء لكمال اختصاصهم واصطفائهم وكونهم أفضل الملائكة، والأول والأخير أفضل من الثاني وفي التفضيل بينهما أقوال: ثالثها الوقف (طب ك) في المناقب، وكذا ابن السني في عمل اليوم والليلة (عن والد أبي المليح) واسمه عامر بن أسامة، قال: صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتي الفجر فسمعته يقول.
اللهم... إلخ ثلاثا. قال الهيثمي: وفيه من لم أعرفه اه وبه يعرف أن رمز المصنف لصحته غير صواب.