والنقمة، وأيم الله الأعز الأكرم! أن لو حدثتكم بكل ما أعلم لقالت طائفة: ما أكذب وأرحم! ولو انتقيت منكم مائة قلوبهم كالذهب ثم انتخبت من المائة عشرة ثم حدثتهم فينا أهل البيت حديثا لينا لا أقول فيه إلا حقا ولا أعتمد فيه إلا صدقا لخرجوا وهم يقولون: علي من أكذب الناس، ولو اخترت من غيركم عشرة فحدثتهم في عدونا وأهل البغي علينا أحاديث كثيرة لخرجوا وهم يقولون: علي من أصدق الناس، هلك حاطب الحطب، وحاصر صاحب القصب، وبقيت القلوب منها تقلب، فمنها مشغب، ومنها مجدب، ومنها مخصب، ومنها مسيب، يا بني! ليبر صغاركم كباركم وليرأف كباركم بصغاركم، ولا تكونوا كالغواة الجفاة الذين لم يتفقهوا في الدين، ولم يعطوا في الله محض اليقين، كبيض بيض في أداحي (1) ويح لفراخ فراخ آل محمد من خليفة جبار عتريف (2) مترف
(٥٩٣)