فيقول له: ارفع رأسك إنما أنا قيمك، وكلت بأمرك فيتبعه ويقفو فتستخف الحوراء العجلة، فتخرج من خيام الدر والياقوت حتى تعتنقه، ثم قال: تقول أنت حبى وأنا حبك، وأنا الراضية فلا أسخط أبدا، وأنا الناعمة فلا أبأس أبدا، وأنا الخالدة فلا أموت أبدا وأنا المقيمة فلا أظعن أبدا فيدخل بيتا من أساسه إلى سقفه مائة ألف ذراع، بني على جندل اللؤلؤ والياقوت، طرائق حمر، وطرائق خضر، وطرائق صفر، ما فيها طريقة تشاكل صاحبتها، وفي البيت سبعون سريرا على كل سرير سبعون فراشا، عليها سبعون زوجة، على كل زوجة سبعون حلة، يرى مخ ساقها من وراء الحلل يقضي جماعهن في مقدار ليلة من لياليكم هذه، تجرى من تحتهم الأنهار، أنهار مطردة، أنهار من ماء غير آسن، صاف ليس فيه كدر، وأنهار من لبن لم يتغير طعمه ولم يخرج من ضروع الماشية، وأنهار من خمر لذة للشاربين، لم تعصرها الرجال باقدامها، وأنهار من عسل مصفى، لم يخرج من بطون النحل فتستحلي الثمار فان شاء أكل قائما، وان شاء قاعدا، وان شاء متكئا فيشتهى الطعام فيأتيه طير بيض، فترفع أجنحتها فيأكل من جنوبها أي لون شاء، ثم تطير فتذهب، فيدخل الملك فيقول: (سلام عليكم تلكم الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعلمون). (ابن أبي الدنيا في صفة الجنة وابن أبي حاتم عق) وقال غير محفوظ.
(٤٦٤)