كذلك لم يلزمه منه الحكم على حديثه بالوضع ولا سيما مع كونه لم ينفرد بل توبع. ووجدت للحديث شواهد فقد أورده الدارقطني عن البغوي عن هاشم بن الحارث عن عبيد الله بن عمرو الرقي عن ليث بن أبي سليم عن ابن أبي مليكة - به وليث وإن كان ضعيفا فإنما ضعف من قبل حفظه فهو متابع قوي. وشاهده حديث ابن عباس أخرجه ابن عدي من طريق علي بن الحسن ابن شقيق أخبرني ليث عن مجاهد عن ابن عباس - نحوه.
وأخرجه الطبراني من وجه آخر عن ابن عباس في أثناء حديث، وأخرجه الطبراني أيضا من طريق عطاء الخراساني عن عبد الله ابن سلام مرفوعا، وعطاء لم يسمع من ابن سلام، وهو شاهد قوي. قال ابن الجوزي: إنما يعرف هذا من كلام كعب، ثم ساقه من طريق أحمد أيضا قال: حدثنا وكيع ثنا سفيان عن عبد العزيز بن رفيع عن ابن أبي مليكة عن ابن حنظلة عن كعب أنه قال: لأن أزني أحب إلي من أن آكل درهما من ربا. وأورده العقيلي من طريق ابن جريج: حدثني ابن أبي مليكة أنه سمع عبد الله بن حنظلة بن الراهب يحدث عن كعب الأحبار - فذكر مثل السياق المرفوع. ونقل عن الدارقطني أن هذا أصح من المرفوع.
قلت: ولا يلزم من كونه أصح أن يكون مقابله موضوعا، فان ابن جريج أحفظ من جرير بن حازم وأعلم بحديث ابن أبي