يحنس أبا موسى حدثه أن أم الدرداء حدثته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لقيها يوما فقال لها: من أين جئت يا أم الدرداء؟ فقالت: من الحمام، فقال ما من امرأة تنزع ثيابها في غير بيتها إلا هتكت ما بينها وبين الله عز وجل من سترة. أورده ابن الجوزي في الأحاديث الواهية من طريق المسند بهذا الإسناد وقال: هذا حديث باطل، لم يكن عندهم حمام في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأعله بأبي صخر حميد بن زياد وأن يحيى بن معين ضعفه، وأورده من طريق المسند أيضا من وجهين عن سهل بن معاذ بن أنس عن أبيه أنه سمع أم الدرداء تقول: خرجت من الحمام فلقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: من أين يا أم الدرداء؟ فقلت: من الحمام، فقال: والذي نفسي بيده! ما من امرأة تضع ثيابها في غير بيت أحد من أمهاتها إلا وهي هاتكة كل ستر بينها وبين الرحمن عز وجل. وأعله بزبان راوية عن سهل ونقل كلامهم في تضعيفه.
قلت: والطريقة الأولى تقوية، وحكمه عليه بالبطلان بما نقله من نفي وجود الحمام في زمانهم لا يقتضي الحكم بالبطلان فقد تكون أطلقت لفظ الحمام على مطلق ما يقع الاستحمام فيه لا على أنه الحمام المعروف الآن، وقد ورد ذكر