وإنما جاء زائرا لهذا البيت معظما لحرمته فوقروه وقالوا إن شئت أن تطوف بالبيت فافعل فقال ما كنت لأطوف قبل أن يطوف رسول الله صلى الله عليه وسلم واحتبس عندهم فأرجف بأنهم قتلوه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا نبرح حتى نناجز القوم ودعا الناس إلى البيعة فبايعوه تحت الشجرة وكانت سمرة قال جابر بن عبد الله لو كنت أبصر لأريتكم مكانها وقيل كان عليه السلام جالسا في ظل الشجرة وعلى ظهره غصن من أغصانها قال عبد الله بن المغفل وكنت واقفا على رأسه وبيدي غصن من الشجرة أذب عنه فرفعت الغصن عن ظهره وبايعوه على الموت دونه وعلى ألا يفروا فقال لهم عليه السلام (أنتم اليوم خير أهل الأرض) وكان عدد المبايعين ألفا وخمسمائة وخمسة وعشرين وقيل ألفا وأربعمائة وقيل ألفا وثلاثمائة قلت وجدته مفرقا فرواه أحمد في مسنده ثنا يزيد بن هارون أنا محمد بن إسحاق عن الزهري عن عروة بن الزبير عن المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم قالا خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الحديبية يريد زيارة البيت لا يريد قتالا وساق معه الهدي سبعين بدنة... إلى أن قال وقد كان قبل ذلك بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم جواس بن أمية الخزاعي إلى مكة وحمله على جمل له يقال له الثعلب فلما دخل مكة أرادت قريش قتله فمنعهم الأحابيش حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعا
(٢٠٩)