1209 - الحديث الرابع روى أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أراد المسير إلى مكة عام الحدييبة معتمرا استنفر من حول المدينة من أهل البوادي والإعراب ليخرجوا معه حذرا من قريش أن يعرضوا له بحرب أو يصدوه عن البيت وأحرم هو صلى الله عليه وسلم وساق الهدي ليعلم أنه لا يريد حربا فتناقل كثير من الأعراب وقال يذهب إلى قوم قد غزوه في عقر داره بالمدينة واعتلوا بالشغل بأهاليهم وأموالهم وأنه ليس لهم من يقوم بأشغالهم قلت رواه البيهقي بنقص يسير في دلائل النبوة في باب قصة الحدييبة أنا أبو عبد الله الحافظ أنا عبد الرحمن بن الحسن القاضي ثنا إبراهيم بن الحسين ثنا آدم بن أبي إياس ثنا ورقاء عن ابن أبي يحيى عن مجاهد قال أري رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بالحدييبة أنه يدخل مكة الحديث إلى أن قال وقال تعالى * (سيقول لك المخلفون من الأعراب شغلتنا أموالنا وأهلونا) * يعني أعراب المدينة جهينة ومزينة وذلك أنهم استتبعهم النبي صلى الله عليه وسلم لخروجه إلى مكة فقالوا أنذهب معه إلى قوم جاءوه فقتلوا أصحابه فنقاتلهم في ديارهم فاعتلوا بالشغل مختصر 1210 الحديث الخامس روى أن النبي صلى الله عليه وسلم حين ترك الحدييبة بعث جواس بن أمية الخزاعي رسولا إلى أهل مكة فهموا به فمنعه الأحابيش فلما رجع دعا بعمر رضي الله عنه ليبعثه فقال إني أخافهم على نفسي لما عرف من عداوتي إياهم وما بمكة عدي يمنعني ولكني أدلك على رجل هو أعربها مني وأحب إليهم عثمان بن عفان فبعثه فخبرهم أنه لم يأت بحرب وإنما جاء زائرا لهذا البيت معظما لحرمته فوقروه وقالوا إن شئت أن تطوف بالبيت فافعل فقال ما كنت لأطوف قبل أن يطوف رسول الله صلى الله عليه وسلم واحتبس عندهم فأرجف بأنهم قتلوه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا نبرح حتى نناجز القوم) ودعا الناس إلى البيعة فبايعوه تحت الشجرة وكانت سمرة قال جابر بن عبد الله لو كنت أبصر لأريتكم مكانها وقيل كان عليه السلام جالسا في ظل الشجرة وعلى ظهره غصن من أغصانها قال عبد الله بن المغفل وكنت واقفا على رأسه وبيدي غصن من الشجرة أذب عنه فرفعت الغصن عن ظهره وبايعوه على الموت دونه وعلى ألا يفروا فقال لهم عليه السلام (أنتم اليوم خير أهل الأرض) وكان عدد المبايعين ألفا وخمسمائة وخمسة وعشرين وقيل ألفا وأربعمائة وقيل ألفا وثلاثمائة قلت وجدته مفرقا فرواه أحمد في مسنده ثنا يزيد بن هارون أنا محمد بن إسحاق عن الزهري عن عروة بن الزبير عن المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم قالا خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الحديبية يريد زيارة البيت لا يريد قتالا وساق معه الهدي سبعين بدنة... إلى أن قال وقد كان قبل ذلك بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم جواس بن أمية الخزاعي إلى مكة وحمله على جمل له يقال له الثعلب فلما دخل مكة أرادت قريش قتله فمنعهم الأحابيش حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعا
(٢٠٨)