تخريج الأحاديث والآثار - الزيلعي - ج ٣ - الصفحة ٣٠٦
1207 الحديث الثاني روي أنه كان في فتح الحديبية آية عظيمة وذلك أنه نزح ماؤها حتى لم يبق فيها قطرة فتمضمض رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم مجه فيها فدرت الماء حتى شرب جميع من كان معه وقيل فجاش الماء حتى امتلأت ولم ينفذ ماؤها بعد قلت رواه البخاري ومسلم في صحيحه في فضائل النبي صلى الله عليه وسلم من حديث أبي إسحاق عن البراء قال كنا يوم الحديبية على شفير البئر فدعا بماء فمضمض ومج في البئر فمشى غير بعيد ثم استقينا حتى روينا ورويت ركابنا انتهى وأخرج أيضا عن المسور ومروان قالا خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحديبية... إلى أن قال فعدل عنهم حتى نزل بأقصى الحديبية على ثمد قليل الماء فلم يلبث الناس أن نزحوه وشكوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم العطش فانتزع سهما من كنانته ثم أمرهم أن يجعلوه فيه فوالله ما زال يجيش لهم بالري حتى صدروا عنه مختصرا وهذا مخالف للأول أو تكونا واقعتين أو فعلا في بئر واحدة يدل عليه ما رواه الواقدي في المغازي ثني الهيثم بن واقد عن عطاء بن أبي مروان عن أبيه قال حدثني أربعة عشر رجلا ممن أسلم من الصحابة أن ناجية بن الأعجم حدثهم قال دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم حين شكي إليه قلة الماء يعني في الحديبية فدفع إلي سهما من كنانته وأمر بدلو من مائها فمضمض فاه منه ثم مجه في الدلو وقال لي (انزل بالماء فصبه في البئر وحثحث الماء بالسهم) ففعلت فوالذي بعثه بالحق ما كدت أخرج حتى كاد يغمرني وفارت كما تفور القدر حتى استوى الماء بشفيرها وجعلوا يغترفون منها حتى نهلوا من آخرهم مختصر
(٣٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 299 300 301 303 305 306 307 208 209 310 311 ... » »»