والجواب عن الكل أنه يدل على الفضيلة وأما الأفضلية فلا كيف ومرجعها إلى كثرة الثواب وذلك يعود إلى الاكتساب والإخلاص وما يعود إلى نصرة الإسلام ومآثرهم في تقوية الدين واعلم أن مسألة الأفضلية لا مطمع فيها في الجزم واليقين وليست مسألة يتعلق بها عمل فيكتفي فيها بالظن والنصوص المذكورة من الطرفين بعد تعارضها لا تفيد القطع على ما لا يخفى على منصف لكنا وجدنا السلف قالوا بأن الأفضل أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي وحسن ظننا بهم يقضي بأنهم لو لم يعرفوا ذلك لما أطبقوا عليه فوجب علينا اتباعهم في ذلك وتفويض ما هو الحق فيه إلى الله الشرح المقصد الخامس في أفضل الناس بعد رسول الله هو عندنا وأكثر قدماء المعتزلة أبو بكر رضي الله عنه وعند الشيعة وأكثر متأخري المعتزلة علي لنا وجوه الأول قوله تعالى * (وسيجنبها الأتقى الذي يؤتي ماله يتزكى) * قال أكثر المفسرين وقد اعتمد عليه العلماء إنها نزلت في أبي بكر فهو أتقى ومن هو أتقى فهو أكرم عند الله لقوله تعالى * (إن أكرمكم عند الله أتقاكم) * وهو أي الأكرم عند الله هو الأفضل فأبو بكر أفضل ممن عداه من الأمة وأيضا فقوله * (وما لأحد عنده من نعمة تجزى) * يصرفه عن الحمل على علي إذ عنده نعمة التربية فإن النبي
(٦٢٩)