لبيضة الإسلام بالثبات في المعارك كما روي أنه صلى الله عليه وسلم وقف بعد انهزام المسلمين في الصف قائلا (أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب) أو لا يهوله أيضا إقامة الحدود وضرب الرقاب وقيل لا يشترط في الإمامة هذه الصفات الثلاث لأنها لا توجد الآن مجتمعة وإذا لم توجد كذلك فإما أن يجب نصب فاقدها فيكون اشتراطها عبثا لتحقق الإمامة بدونها أو يجب نصب واجدها فيكون تكليفا بما لا يطاق أو لا يجب لا هذا ولا ذاك وحينئذ يكون اشتراطها مستلزما للمفاسد التي يمكن دفعها بنصب فاقدها فلا تكون هذه الأوصاف معتبرة فيها نعم يجب أن يكون عدلا في الظاهر لئلا يجوز فإن الفاسق ربما يصرف الأموال في أغراض نفسه فيضيع الحقوق عاقلا ليصلح للتصرفات الشرعية والملكية بالغا لقصور عقل الصبي ذكرا إذ النساء ناقصات عقل ودين حرا لئلا يشغله خدمة السيد عن وظائف الإمامة ولئلا يحتقر فيعصى فإن الأحرار يستحقرون العبيد ويستنكفون عن طاعتهم فهذه الصفات التي هي الثمان أو الخمس شروط معتبرة في الإمامة بالإجماع وفيه على الأول إشارة إلى أن القول بعدم اشتراط الثلاث الأول مما لا يلتفت إليه وما تمسك به فيه مردود بأنا نختار عدم الوجوب مطلقا لكن للأمة أن ينصبوا فاقدها دفعا للمفاسد التي تندفع بنصبه وههنا صفات أخرى في اشتراطها خلاف الأول أن يكون قرشيا اشترطه الأشاعرة والجبائيان ومنعه الخوارج وبعض المعتزلة
(٥٨٧)