لنا قوله صلى الله عليه وسلم (الأئمة من قريش) ثم إن الصحابة عملوا بمضمون هذا الحديث فإن أبا بكر رضي الله عنه استدل به يوم السقيفة على الأنصار حين نازعوا في الإمامة بمحضر الصحابة فقبلوه وأجمعوا عليه فصار دليلا قاطعا يفيد اليقين باشتراط القرشية احتجوا أي المانعون من اشتراطها بقوله صلى الله عليه وسلم (السمع والطاعة ولو عبدا حبشيا) فإنه يدل على أن الإمام قد لا يكون قرشيا قلنا ذلك الحديث فيمن أمره الإمام أي جعله أميرا على سرية وغيرها كناحية ويجب حمله على هذا دفعا للتعارض بينه وبين الإجماع أو نقول هو مبالغة على سبيل الفرض ويدل عليه أنه لا يجوز كون الإمام عبدا إجماعا الثانية من تلك الصفات أن يكون هاشميا شرطه الشيعة الثالثة أن يكون عالما بجميع مسائل الدين أصولها وفروعها بالفعل لا بالقوة وقد شرطه الإمامية الرابعة ظهور المعجزة على يده إذ به يعلم صدقه في دعوى الإمامة والعصمة وبه قال الغلاة ويبطل هذه الثلاثة واشتراطها في الإمامة أنا ندل عن قريب على خلافة أبي بكر وكونه إماما حقا ولا يجب له شيء مما ذكر من تلك الأوصاف فإن كونه هاشميا ممتنع والآخرين لا يجبان له إجماعا
(٥٨٨)