قلنا شرائط الإمامة ما تقدم وكان مستجمعا لها يدل عليه كتب السير والتواريخ ولا نسلم كونه ظالما قولهم كان كافرا قبل البعثة تقدم الكلام فيه قولهم خالف الآية في منع الإرث قلنا لمعارضتها بقوله صلى الله عليه وسلم (نحن معاشر الأنبياء لا نورث ما تركناه صدقة) حجية خبر الواحد والترجيح مما لا حاجة بنا إليه لأنه كان حاكما بما سمعه من رسول الله وعلم دلالته على ما حمله عليه لانتفاء الاحتمالات بقرينة الحال قولهم فاطمة معصومة قلنا ممنوع لأن أهل البيت يتناول أزواجه وأقرباءه كما رواه الضحاك ولم يكونوا معصومين وقوله صلى الله عليه وسلم (بضعة مني) مجاز قطعيا وعصمة النبي قد تقدم ما فيها ولا يجب مساواة البعض الجملة فإن قيل ادعت أنه نحلها وشهد علي والحسن والحسين وأم كلثوم فرد أبو بكر شهادتهم قلنا أما الحسن والحسين فللفرعية وأما علي وأم كلثوم فلقصورهما عن نصاب البينة ولعله لم ير الحكم بشاهد ويمين لأنه مذهب كثير من العلماء الثاني لم يوله النبي صلى الله عليه وسلم شيئا في حال حياته وحيث بعثه إلى مكة ليقرأ سورة براءة على أهلها عزله باتباعه عليا وقال (لا يبلغ عني إلا رجل مني) ولم يره أهلا لتبليغ ذلك فأنى يكون أهلا للإمامة العظمى
(٥٩٨)