السادس عشر قوله تعالى * (وسيق الذين كفروا) * إلى قوله * (وسيق الذين اتقوا) * إذ يعلم منه أن الإنسان إما متق يساق إلى الجنة أو كافر يساق إلى النار والجواب عنه قد مر مثله وهو أن ذكر قسمين لا يدل على عدم قسم ثالث السابع عشر قوله صلى الله عليه وسلم (من ترك صلاة متعمدا فقد كفر) وقوله صلى الله عليه وسلم (من مات ولم يحج فليمت إن شاء يهوديا وإن شاء نصرانيا) قلنا الآحاد لا تعارض الإجماع المنعقد قبل حدوث المخالفين والثامن عشر ولاية الله وعداوته ضدان فلا واسطة بينهما وولاية الله إيمان وعداوته كفر قلنا لا نسلم عدم الواسطة بين كل ضدين فإن السواد والبياض متضادان وبينهما واسطة فجاز أن يكون بين ولايته وعداوته واسطة احتج من زعم أنه أي مرتكب الكبيرة منافق بوجهين الأول نقلي وهو قوله صلى الله عليه وسلم (آية المنافق ثلاث إذا وعد أخلف وإذا حدث كذب وإذا ائتمن خان) قلنا هو متروك الظاهر لأن من وعد غيره أن يخلع عليه خلعة نفيسة ثم أخلفه لم يخرج بذلك عن الإيمان إلى النفاق إجماعا وقيل معناه أن هذه الخصال الثلاث إذا صارت معا ملكة الشخص كانت علامة لنفاقه وأما بدون كونها ملكة فلا ألا ترى أن إخوة يوسف وعدوا أباهم أن يحفظوا فأخلفوا وائتمنهم أبوهم فخانوا وكذبوا في قولهم
(٥٥٨)