المواقف - الإيجي - ج ٣ - الصفحة ٥٥٣
الأول قوله تعالى * (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون) * فإن كلمة من عامة في كل من لم يحكم بما أنزل فيدخل فيه الفاسق المصدق وأيضا فقد علل كفرهم بعدم الحكم فكل من لم يحكم بما أنزل الله كان كافرا والفاسق لم يحكم بما أنزل الله قلنا الموصولات لم توضع للعموم بل هي للجنس تحتمل العموم والخصوص فنقول المراد من لم يحكم بشيء مما أنزل الله أصلا ولا نزاع في كونه كافرا أو نقول المراد بما أنزل الله هو التوراة بقرينة ما قبله وهو * (إنا أنزلنا التوراة) * الآية وأمتنا غير متعبدين بالحكم فيختص باليهود فيلزم أن يكونوا كافرين إذا لم يحكموا بالتوراة ونحن نقول بموجبه الثاني من تلك الوجوه قوله تعالى * (وهل نجازي إلا الكفور) * فإنه يدل على أن كل من يجازى فهو كافر وصاحب الكبيرة ممن يجازى لقوله * (ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم) * فيكون كافرا قلنا هو متروك الظاهر لأن ظاهره حصر الجزاء في الكفور وهو متروك قطعا إذ يجازى غير الكفور وهو المثاب لأن الجزاء يعم الثواب والعقاب وأيضا ذلك الحصر متروك لقوله تعالى * (اليوم تجزى كل نفس بما كسبت) * فوجب حمل الآية على جزاء مخصوص بالكافر كما يدل عليه سياق الآية أعني قولك * (ذلك جزيناهم بما كفروا) * فالمعنى وهل يجازى ذلك الجزاء إلا الكفور وصاحب الكبيرة جاز أن يجازى جزاء مغايرا لما يختص بالكافر
(٥٥٣)
مفاتيح البحث: الأكل (1)، القتل (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 548 549 550 551 552 553 554 555 556 557 558 ... » »»