المواقف - الإيجي - ج ٣ - الصفحة ٥٥٤
الثالث قوله تعالى بعد إيجاب الحج * (ومن كفر) * أي لم يحج * (فإن الله غني عن العالمين) * فقد جعل ترك الحج كفرا قلنا المراد من جحد وجوبه ولا شك في كفره الرابع قوله تعالى حكاية عن موسى وهارون * (إنا قد أوحي إلينا أن العذاب على من كذب وتولى) * فإنه يدل على انحصار العذاب في المكذب وهو كافر ولا شك أن الفاسق معذب لما ورد فيه من الوعيد قلنا هو أيضا متروك الظاهر ومخصوص للاتفاق على عذاب شارب الخمر والزاني مع أنه غير مكذب لله تعالى بل اليهود والنصارى لا يكذبون الله تعالى وربما يلزمهم التكذيب لكن فرق بين المكذب ومن يلزمه التكذيب الخامس قوله تعالى * (فأنذرتكم نارا تلظى لا يصلاها إلا الأشقى الذي كذب وتولى) * فإنه يدل على أن كل من يصلى النار فهو كافر والفاسق أي مرتكب الكبيرة يصلاها أي النار للآيات العامة الموعدة بدخولها قلنا لعل ذلك نار خاصة يعني أن الضمير في يصلاها عائد إلى نار منكرة فلعل تنكيرها للوحدة النوعية فتكون نارا مخصوصة لا يصلاها إلا الكافر السادس قوله تعالى في حق من خفت موازينه * (ألم تكن آياتي تتلى عليكم فكنتم بها تكذبون) * وحينئذ نقول الفاسق ممن خفت موازينه لقلة حسناته وكل من خفت موازينه فهو مكذب بالآية المذكورة وكل مكذب كافر
(٥٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 549 550 551 552 553 554 555 556 557 558 559 ... » »»