الطارىء على الكافر فلا ينحصر الفاسق مطلقا فيمن كفر بعد ذلك بل المنحصر فيه الفاسق الكافر الكامل العاشر قوله تعالى * (إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون) * والفاسق آيس من روح الله أي ثوابه قلنا كونه آيسا ممنوع للرجاء الحاصل له بسبب إيمانه الحادي عشر قوله تعالى * (إنك من تدخل النار فقد أخزيته) * مع قوله * (إن الخزي اليوم والسوء على الكافرين) * وتقريره أن الفاسق يدخل النار للآيات العامة الموعدة وكل من يدخل النار فهو مخزي للآية الأولى وكل مخزي كافر للآية الثانية قلنا المفرد المحلى باللام وهو الخزي ههنا لا عموم له عندنا فلا يلزم انحصار الخزي مطلقا في الكافر أو نقول المراد به على تقدير عمومه الخزي الكامل فيلزم حينئذ انحصار أفراده في الكافر لا انحصار أفراد الخزي مطلقا فيه الثاني عشر قوله تعالى * (وأما من أوتي كتابه بشماله) * * (فيقول يا ليتني لم أوت كتابيه) *.. إلى قوله * (إنه كان لا يؤمن بالله العظيم) * والفاسق لا يؤتى كتابه بيمينه وهو ظاهر بل بشماله إذ لا ثالث هناك فيكون كافرا قلنا ذكر قسمين من الناس في ذلك اليوم أعني من يؤتى كتابه بيمينه ومن يؤتى بشماله لا يدل على عدم القسم الثالث إذ يجوز أن لا يؤتى بعضهم كتابه بأيديهم بل يقرأ عليهم وليس في نظم التنزيل ما ينافي ذلك مع أن التخصيص ظاهر أي إن سلمنا الانحصار في القسمين قلنا إن قوله * (إنه كان لا يؤمن بالله العظيم) * أوليس عاما لكل من يؤتى كتابه
(٥٥٦)