بشماله لأن فساق أهل القبلة مؤمنون بالله أي مصدقون به فلا يندرجون في قوله * (إنه كان لا يؤمن) * الثالث عشر الفاسق ظالم على غيره أو على نفسه وكل ظالم كافر لقوله تعالى * (ألا لعنة الله على الظالمين الذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا وهم بالآخرة هم كافرون) * قلنا يلزم مما ذكرتم تكفير الأنبياء حيث اعترفوا بظلمهم فإنه قال آدم وحواء * (ربنا ظلمنا أنفسنا) * وقال موسى * (إني ظلمت نفسي) * وقال يونس * (إني كنت من الظالمين) * وحله أن يقال ما ذكر بعد الظالمين صفة مخصصة فلا يلزم تكفير كل ظاهر الرابع عشر قوله تعالى * (وأما الذين فسقوا فمأواهم النار) * الآية وتمامها " كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها وقيل لهم ذوقوا عذاب النار الذي الذي كنتم به تكذبون " فإنه يدل على أن كل فاسق كافر قلنا أوليس قوله * (وأما الذين فسقوا) * باقيا على عمومه الظاهر لأنه يقتضي أن كل فاسق مكذب بالقيامة وأنه باطل قطعا الخامس عشر قوله تعالى * (يتساءلون عن المجرمين ما سلككم في سقر) * إلى قوله * (وكنا نكذب بيوم الدين) * فثبت بذلك أن كل مجرم داخل في النار كافر ولا شبهة في أن الفاسق مجرم لا يدخل النار قلنا قد مر جوابه وهو أن الآية متروكة الظاهر وإلا لزم كون كل مجرم مكذبا بيوم القيامة وهو باطل قطعا
(٥٥٧)