والسوء على الكافرين) وقوله * (كلما ألقي فيها فوج) * إلى قوله " فكذبنا وقلنا ما نزل الله من شيء " واعلم أن اختصاص العذاب مطلقا بالكفار مذهب مقاتل بن سليمان من المفسرين ومذهب المرجئة عملا بظاهر هذه الآيات لكنا نخصصها بالعذاب المؤبد جمعا بينها وبين الأدلة الدالة على وعيد الفساق المقصد السادس المتن في تقرير مذهب أصحابنا وفيه مباحث الأول قالوا الثواب فضل وعد به فيفي به من غير وجوب لأن الخلف في الوعد نقص تعالى الله عنه والعقاب عدل فله أن يتصرف فيه وله العفو عنه لأنه فضل ولا يعد الخلف في الوعيد نقصا عند العقلاء الثاني أجمع المسلمون على أن الكفار مخلدون في النار أبدا لا ينقطع عذابهم وأنكره طائفة لوجوه الأول أن القوة الجسمانية كما تقدم متناهية فلا بد من فنائها الجواب منع تناهيها وقد مر الثاني دوام الإحراق مع بقاء الحياة خروج عن قضية العقل الجواب هذا بناء على شرط البنية واعتدال المزاج ولا نقول به بل هي بخلق الله تعالى وقد يخلقها دائما أبدا أو يخلق في الحي قوة لا يخرب معها بنيته بالنار كما خلقها في السمندر وهو حيوان مأواه النار
(٤٩٧)