على اختصاص العذاب بالكفار نحو قوله تعالى * (إنا قد أوحي إلينا أن العذاب على من كذب وتولى) * وقوله * (إن الخزي اليوم والسوء على الكافرين) * وقوله * (كلما ألقي فيها فوج) * إلى قوله " فكذبنا وقلنا ما نزل الله من شيء " واعلم أن اختصاص العذاب بالكفار مذهب مقاتل بن سليمان والمرجئة عملا بظاهر هذه الآيات لكنا نخصصها بالعذاب المؤبد جمعا بينها وبين الأدلة الدالة على وعيد الفساق الشرح المقصد الخامس في فروع للمعتزلة على أصلهم في حكم العقل بحسن الأفعال وقبحها والإيجاب على الله والنظر ههنا في الثواب والعقاب لا في أمور أخر أوجبوها عليه أما الثواب فأوجبه معتزلة البصرة لأن التكاليف الشاقة ليست إلا لنفعنا وهو بالثواب عليها بيانه أنها أي تلك التكاليف إما لا لغرض وهو عبث قبيح فيستحيل صدوره عنه تعالى وإما لغرض عائد إلى الله تعالى وهو منزه عن ذلك لتعاليه عن الانتفاع والتضرر أو إلى العبد أما في الدنيا وأنه أي الإتيان بها مشقة بلا حظ دنيوي فإن العبادة عناء وتعب وقطع للنفس عن شهواتها وأما في الآخرة وذلك إما تعذيبه عليها وهو قبيح جدا أو نفعه وهو المطلوب الجواب منع وجوب الغرض وقد مر مرارا كثيرة وأما العقاب ففيه بحثان
(٤٩٢)